رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

المزاح ..... يجلب التعاسة ؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

نعم هو كذلك بالفعل إذا ما اُستخدم في غير مواضعه ومواقيته ... صحيح أن المزاح عرف عنه أنه يضفي جواً من البهجة والسرور ويُبدد البؤس لكن الصحيح أيضاً أن سوء استخدامه له عواقب وتبعات سلبية وربما خطيرة .. منذ فترة قابلت زميلاً لم أره منذ أكثر من خمس سنوات ولاحظت عليه تغيراً لافتاً فقد كان مزاحاً يلوك النكات والتعليقات ويوزع قفشاته هنا وهناك دونما مواربة أو تحفظ فكانت النكته حاضرة والإبتسامة لا تفارق محياه وإذا به رصيناً متحفظاً .. فسألته عن سبب التغيير الجذري... فأجاب : المزاح على عواهنه جرني للكثير من المشاكل والخلافات وقد تعرضت أكثر من مرة للإهانة والتوبيخ ولا أُخفيك أنني أخذت (علقة) من أحدهم نتيجة مزحة ! قاطعته : هل كنت تعرف هؤلاء جيداً ؟ قال : للأسف علاقتي بهم سطحية وبعضهم أول مرة أُقابله ! عاجلته بالقول : حتى الأصدقاء وأقرب المقربين المزح معهم يحتاج شيئاً من الترشيد والتعقل وله ضوابطه ومحدداته كالحالة المزاجية والمكان وبهذا المعنى هو مهارة وفن ...فحتى الصديق ليس في كل الأحوال (مبسوط) ويتقبل المزح أما عن المكان فالمقصود به الأشخاص الموجودون بصحبة ذلك الصديق فما يتقبله الصديق من مزاح من صديقه مهما كان ثقله بمعزل عن الآخرين يختلف عندما يكون بحضور آخرين لا يعرفهم ! نخلص بالقول: يجب أن نتفهم جيداً حدود وأُطر المزاح وأدبياته... مع من وكيف ومتى نمزح ؟ كي نجنب أنفسنا والآخرين الحرج والتجريح وربما الفرقة والعداء وفي الآن نفسه كي لا نحرم أنفسنا والآخرين من رسم الإبتسامة الصافية والضحكة البريئة المنزوعة من الضغينة والشوائب .. فالمزاح إن صح التعبير سلاح ذو حدين .

arrow up